سورة غافر - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)}
أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} قال: إذا كان يوم القيامة فرأوا ما صاروا إليه مقتوا أنفسهم فقيل لهم {لمقت الله} إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون {أكبر من مقتكم أنفسكم} اليوم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: مقتوا أنفسهم لما دخل المؤمنون الجنة وأدخلوا النار، فأكلوا أناملهم من المقت قال: ينادون في النار {لمقت الله} إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون {أكبر من مقتكم أنفسكم} في النار.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم...} الآية. يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين يعرض عليهم الإِيمان في الدنيا فتركوه وأبوا أن يقبلوا أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن زر الهمداني رضي الله عنه في قوله: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} قال: هذا شيء يقال لهم يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم، فيقال لهم {لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} قال: مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم الآن حين علمتم أنكم من أصحاب النار.


{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: هي مثل التي في البقرة {كنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم} [ البقرة: 28] كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم ثم أخرجهم فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم بعد الموت.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: كنتم أمواتاً قبل أن يخلقكم فهذه ميتة، ثم أحياكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة فهما ميتتان وحياتان. فهو كقوله: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} [ البقرة: 28].
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه قال: كانوا أمواتاً فأحياهم الله تعالى، فأماتهم، ثم يحييهم الله تعالى يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم فأحياهم الله تعالى في الدنيا، ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة. فهما حياتان وموتتان {فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل؟} فهل إلى كرة إلى الدنيا من سبيل.


{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14)}
أخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ولا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون».

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8